بيت الحكمة يعقد ندوة بعنوان ” تفاهمات حماس والتيار الإصلاحي الديمقراطي”

0
1843

في إطار جهود معهد بيت الحكمة في تعزيز ثقافة الوحدة والشراكة السياسية عُقدت الخميس الموافق 21\09\2017 ندوة حوارية شبابية تجمع حركتي حماس والتيار الإصلاحي – ساحة غزة بعنوان “تفاهمات حركة حماس والتيار الإصلاحي الديمقراطي – حركة فتح “رؤية استشرافية”.

استهل الأستاذ سعيد نصار رئيس بلدية دير البلح اللقاء بالإشارة الى ترحيب البلدية بكل لقاءات المصالحة مشيراً الى استعداد البلدية الكامل لمساندة كل الجهود التي توحد شعبنا، مؤكداً على أهمية الوحدة والشراكة، قائلاً ان فلسطين للجميع وتتسع للجميع ولن تقوم الا بالجميع، داعياً لأن ترفع كل الفصائل شعار الشراكة.

 كما استهل الدكتور أحمد يوسف رئيس أمناء معهد بيت الحكمة حديثه بالشكر لبلدية دير البلح على استضافة اللقاء والذي يدلل على رُقي البلدية وعملها على تذليل العقبات في طريق توحيد الصف الفلسطيني، مؤكداً على ان هذه اللقاءات تعمل على تعزيز أجواء الانفتاح والتواد واجتماع الشمل بين أبناء الشعب الفلسطيني وصولاً الى ترسيخ المصالحة المجتمعية في إطار المصالحة الوطنية الشاملة، مشيراً الى ان هذه الندوة الحوارية عملت على ان يجتمع الاخوة من حماس وفتح لنؤكد ولنقول في النهاية اننا نفكر بعقلية الشراكة والمستقبل، وفي حديثه أشار الى ان الحديث عن النائب محمد دحلان كان يشكل إشكالية بنيوية في تفكيرنا، لأننا رسمنا معالم سيئة للشخصيات بوصفهم “بالخيانة والعداوة”، وفي ثقافتنا السياسية كانت تغيب عنا مصطلحات ومفاهيم مثل الخصومة السياسية الذي تتطلب ان يتحدث الناس عن بعضهم البعض بالانتقاد للبرامج، بعيداً عن التجريح للأشخاص، وأشار الى ان قضية فلسطين لم تعد في أولويات الدول، بسبب الخصومات الداخلية التي استزفت طاقاتنا، داعياً الجميع الى ضرورة البدء بالمراجعات التي تبين اين اصبنا وأين اخطأنا في سبيل العمل على التسديد والمقاربة لتجاوز اثار هذه الأخطاء.

متأملاً ان تكون هذه التفاهمات رأس جسر للتواصل مع الرئيس أبو مازن فيما بعد، وان يلتئم شمل الوطن، قائلاً “نعيش معاً ونتنافس سياسياً وتحكم علاقاتنا مفاهيم ومصطلحات جديدة، ويكون الجميع ممثل في منظمة التحرير”، مؤكداَ على وجود صحوة ووعي سياسي قائم على ان الوطن يحتاج منا التشارك القائم على التوافق الوطني ليكون ناظم لتحركاتنا. مشيراً على ان المجتمع الفلسطيني مليء بالطاقات التي لو اجتمعت سيكون لنا كفلسطينيين شأن آخر لقضيتنا ومشروعنا ومشروع التحرير.

ومن جهته تحدث الدكتور محمود مصلح القيادي في حركة فتح – غزة بأن عقد مثل هذه اللقاءات والحوارات المشتركة التي تجمع التنظيمات السياسية من اهم القضايا التي غابت عنا، مشيراً الى نه وفي ظل غياب النقاش السياسي وتثقيف الكادر على تقبل الآخر وطرح وجهة النظر الأخرى، وصلنا الى مرحلة الانقسام، مؤكداً على ان وجهات النظر المتعددة لا تشير الى حالة عداء، وانما هي تعزز المفهوم السياسي الفلسطيني، مؤكداً على ان عامل الثقافة من أهم الأسباب التي أدت الى الانقسام. وأشار الى ان شعبنا الفلسطيني ينهض حال الاستمرار في حالة العداء والتعبئة التنظيمية بالحقد تجاه الآخر، داعياً الى ان نُبقي صراعنا الرئيسي مع المحتل الصهيوني. وأشار الى انه وبعد كل هذه الفترة من الانقسام وصل الجميع الى قناعة بان الوطن يتسع للجميع، ولا بد أن يكون هناك شراكة سياسية بين حماس وفتح وبقية الفصائل، داعياً الى عدم التقليل من قيمة أي انجاز لأي فصيل. متأملاً في ختام حديثه ان ترتقي هذه التفاهمات الى اتفاق، وصولاً الى اتفاق مصالحة شامل بين حماس وحركة فتح بشكل عام.

وتحدث الدكتور غازي حمد القيادي في حركة حماس عن الثورة الفلسطينية واصفاً إياها بالثورة المجيدة والنموذج العظيم الذي لا يقارن بالكم والاستمرار الذي لا يتوقف، متسائلاً حول كيف يمكن للتنظيمات ان تترجم كل هذه التضحيات الى وقائع على الأرض. مشيراً الى وجود معضلة لدى الفصائل بأنها تقدم كثيرا من التضحيات ولكن لا تأخذ شيئاً، قائلاً ان المقياس ليس بالعطاء وحده، وانما القياس الأساسي هي القدرة على الاستثمار وترجمة كل التضحيات الى واقع وإنجاز وطني، معترفاً بأن الجميع فشل في ذلك، عازياً ذلك الى غياب ثقافة الشراكة والحوار وغلبة النظرة الحزبية. في حديثه وصف الصراع الداخلي والنظرة الأحادية التي حكمت العمل بالسوسة التي تضرب جسد الشعب الفلسطيني، ويرى ان تشكيل سلطة فلسطينية تحت الاحتلال كانت من الأخطاء الاستراتيجية والجهل الذي وقع شعبنا فيه، لأنها استنزفت جهداً كبيراً من الجميع، والتي أدت بنا الى ان أصبحنا لا نشكل تهديد قوي للاحتلال. وأشار الى ان الخلاف السياسي من حق الجميع امَا وصف الخيانة وغيرها تحتاج الى أدلة معايير معينة، وليس كلمة عابرة، مشيراً بأننا على أبواب مرحلة إعادة ترتيب الوضع الفلسطيني والخروج من الفوضى وحالة التنازع الغير مبرر واللامنطقي، وأن اختلاف الناس من سنن الله، ليختبرنا في كيفية إدارة هذه الاختلافات. كما أشار الى أن الخلاف بين ابو مازن ودحلان هي حالة مرضية غير صحية تصب في الجانب السلبي للحالة الوطنية، متمنياً ان يكون هناك مصالحة بينهم، حتى تعود حركة فتح موحدة، فقضيتنا الفلسطينية صعبة ولا يستطيع ان يحمل همها أحد لوحده، ودعا الى ان يكون لدى شعبنا انتفاضة فكرية وعقلية في التعامل مع الواقع الموجود، والتفكير في جمع شتات الوضع الفلسطيني الداخلي.

وفي ختام حديثه اكد على انه لن ينجح أي مشروع سياسي مالم تكن العلاقة بين حماس وفتح مستقيمة وقائمة على التعاون والتكامل والتفاهم، مشيراً الى ان من يفرط في موضوع الوحدة الوطنية انما يفرط في فلسطين، داعياً الى ضرورة تزاوج السياسة مع المقاومة التي  تستطيع حينها الحصول على مكاسب وفرض تقديم تنازلات على الاحتلال  لصالح شعبنا.

ومن جهته وصف الدكتور عماد مُحسن الاحزاب والفصائل بالجسور، لأن أفضل وسيلة للتعبير عن الموقف هو الانخراط في الحزب السياسي الذي غايته الوصول لتنفيذ برنامجه، وكان قدر فلسطين ان يتشكل فيها فصائل لأنها محتلة. وأشار الى أن التفاهمات بين حركة حماس وفتح ليست جديدة، ولها تاريخ ففي 1995 كان هناك تفاهم ما ولكن إسرائيل اغتالت يحيى عياش، وفي عام 2004م كان هناك تفاهم واغتالت إسرائيل عبد العزيز الرنتيسي، وقال ان التيار الإصلاحي تمنى ان تستفز هذه التفاهمات البعض لدفع عجلة المصالحة. مشيراً على ان من أهم مشاكلنا في فلسطين ان لكل من الفصائل مهاج، مؤكداً على انه لن تستقيم هذه الحالة حتى يكون هناك منهاج واحد يجمع الشعب الفلسطيني، وانه لن تستقيم حياتنا الا إذا تركنا الزيف والخداع والنفاق مع بعضنا، ولن تقوم قائمة لمشروع وطني فلسطيني متكامل ما لم نقر لبعض بمسألتين الأولى: تعزيز ثقافة التسامح، والثانية: ان نقر لبعضنا بوطنية بعض. وأشار الى أن قيادة التيار الإصلاحي وصلت الى أن المشروع الوطني في خطر وأن أوسلو استنفدت نفسها كعملية سياسية ومشروع السلطة المحكوم باتفاقية أصبح تهديد، مؤكداً على موقف التيار الإصلاحي من المصالحة دافع وداعم لها وليس مؤيداً فقط بنية دفع المجتمع نحو صندوق الانتخابات على قاعدة الشراكة الوطنية.

وفي ذات السياق، قدم الحضور مداخلاتهم واستفساراتهم وفي ختام اللقاء قدم الدكتور أحمد يوسف درع شكر لبلدية دير البلح ممثلة برئيسها الأستاذ سعيد نصار على كرم الاستضافة في قاعة البلدية وتوفير كل الإمكانيات والتسهيلات لعقد هذا اللقاء.

21_9_2017

21_9_2017a

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here